لو أن رجلاً منا خانهُ رجلٌ اخر .. ثم مكّنهُ اللهُ منهُ ..
لأقتصَ منهُ ولم يرحمه ..
لكن رسولنا
ضربَ لنا مثلاً بنفسهُ ..
في صدق المؤمن حتى مع الخائنين ..
عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال : " لما كان يوم فتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عند عثمان بن عفان ،
فجاء به حتى أوقفه على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟) فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟، قال: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين) "
رواه أبو داود و البيهقي . رواه أبو داود (4359) والحاكم (3/45) وقال : صحيح على شرط مسلم . ووافقه الذهبي . وقال الألباني - رحمه الله - في الصحيحة (4/300 برقم 1723) و خائنة الأعين هي : أن يشير بعينهُ خلسة فينتبهوا له .. أو يومئ بها .. { وهو تصرف منتشر بشدة بين البشر }
والحال
أن النبي – – كان يريد أن يقتل الرّجل لكذبه وافترائه عليه، ولا يليق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أن يوهمه بأنّه سيتركه ثم يغمز بطرف عينه إلى أصحابه ليقتلوه، وشأن الأنبياء صلوات الله عليهم أن يوافق ظاهرهم باطنهم ، وسرّهم علانيّتهم، بكل وضوح وشفافيّة لا مواربة فيها، فإما أن يعفو، وإما أن يجدّد الأمر بقتله.
وعبد اللهُ بن أبي السرح
كان أحد أربعة رجال و امرأتان أوصى النبي بقتلهم عند فتح مكة لعظيم فسادهم وشرّهم ..
وعبد الله بن أبي السرح
كان مُسلمًا وكأن أحد كتبة الوحي ..
ثم أرتدَ وهرب عائدًا إلى قريش
وكان يقول أنهُ هو من كان يملي على رسولنا الوحي ..
ولكن لما بايعهُ الرسول مرة أخرى حَسُنَ إسلامه فأستعملهُ عمر بن الخطاب و وولاه عُثمان مصر كُلها
وكانت حياتهُ تطبيقًا وواقعًا عمليًا لتعاليمهُ التي قَوَمّهُ عليها ربُ البريةِ سُبحانهُ وتعالى ..
فيُروى عن سهل بن سعد أنه قال:
جاءت امرأةٌ إلى النبي بِبُرْدَةٍ، فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه.
فأخذها النبيمحتاجًا إليها فَلَبِسَهَا ، فرآها عليه رجلٌ من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما
أحسن هذه، فَاكْسُنِيهَا.
فقال: "نَعَمْ". فلمَّا قام النبي لاَمَهُ أصحابه ،
قالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي أخذها محتاجًا إليها ثم سألتَه إيَّاها، وقد عرفتَ أنَّه لا يُسْأَلُ
شيئًا فيمنعه. فقال: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حين لبسها النبي ؛ لعلِّي أُكَفَّن فيها.
وفي رواية قال سهل: فكانت كفنه[6].
يُتْبَعْ
المراجع
1-صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول اللهشيئًا قط فقال: لا. وكثرة عطائه (2312)، وأحمد (12813)، وابن حبان (6373)، والفاقة: الفقر والحاجة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة فوق 10/315.
2- عَلِقَتْ به الأعراب أي: لزموه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/159، وابن منظور: لسان العرب، مادة علق 10/261.
3- السمرة: شجرة طويلة متفرقة الرأس قليلة الظل صغيرة الورق والشوك، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 6/254.
4- صحيح البخاري عن عمرو بن شعيب: كتاب الخمس، باب ما كان للنبييعطي المؤلفة قلوبهم (2979)، والنسائي (3688)، وابن حبان (4820)، والموطأ برواية يحيى الليثي (977).
5 - صحيح البخاري عن أبي هريرة: كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..." (الليل: 5-10) (1374)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك (1010).
6 - البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5689)، وكتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع (1987)، وابن ماجه (3555)، وأحمد (22876).
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهُ وبركاته
كرمالرسول
هو البحرُ من أي النواحي أتيته فلجتُهُ المعروف والجودُ ساحِلهُ ..
تـراه إذا ما جئتـهُ مُتهـللاً كأنك تعطيهُ الذي أنت سائلهُ ..
وكانت حياتهُ تطبيقًا وواقعًا عمليًا لتعاليمهُ التي قَوَمّهُ عليها ربُ البريةِ سُبحانهُ وتعالى ..
فيُروى عن سهل بن سعد أنه قال:
جاءت امرأةٌ إلى النبي بِبُرْدَةٍ، فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه.
فأخذها النبيمحتاجًا إليها فَلَبِسَهَا ، فرآها عليه رجلٌ من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما
أحسن هذه، فَاكْسُنِيهَا.
فقال: "نَعَمْ". فلمَّا قام النبي لاَمَهُ أصحابه ،
قالوا: ما أحسنْتَ حين رأيتَ النبي أخذها محتاجًا إليها ثم سألتَه إيَّاها، وقد عرفتَ أنَّه لا يُسْأَلُ
شيئًا فيمنعه. فقال: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حين لبسها النبي ؛ لعلِّي أُكَفَّن فيها.
وفي رواية قال سهل: فكانت كفنه[6].
يُتْبَعْ
المراجع
1-صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول اللهشيئًا قط فقال: لا. وكثرة عطائه (2312)، وأحمد (12813)، وابن حبان (6373)، والفاقة: الفقر والحاجة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة فوق 10/315.
2- عَلِقَتْ به الأعراب أي: لزموه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/159، وابن منظور: لسان العرب، مادة علق 10/261.
3- السمرة: شجرة طويلة متفرقة الرأس قليلة الظل صغيرة الورق والشوك، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 6/254.
4- صحيح البخاري عن عمرو بن شعيب: كتاب الخمس، باب ما كان للنبييعطي المؤلفة قلوبهم (2979)، والنسائي (3688)، وابن حبان (4820)، والموطأ برواية يحيى الليثي (977).
5 - صحيح البخاري عن أبي هريرة: كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى..." (الليل: 5-10) (1374)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب في المنفق والممسك (1010).
6 - البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5689)، وكتاب البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع (1987)، وابن ماجه (3555)، وأحمد (22876).
تعليق